شريف حسن
عندما يأتي ذكر الموسيقى السعودية، فيجب أن تذكر “سيد درويش الأغنية السعودية”، وأحد أهم محطاتها الموسيقيّة في تاريخ الموسيقى السعودية؛ الفنان فوزي محسون.
فوزي محسون، الملقب أيضا بـ”سيد الشجن”، ولد في مكة المكرمة عام 1925، وبعد انتهائه من التعليم، عمل في مصلحة بريد جدة لمدة 35 عام حتى التقاعد. وكان شقيقه هو من تبنى موهبته وساعده على الاعتناء بها وتنميتها، حتى أنه اشترى له مذياع ليسمع أغاني كبار الفنانين، لذلك كان متأثرا بالموسيقار محمد عبدالوهاب.
بدأ مسيرته الفنية عام 1951 عبر الاسطوانات، ورغم أنه لحن أول أغنية له دون أن يعرف العزف على العود، لكنه أصر على تعلم العزف، فكان الفنان محمد علي السندي قدوته ومعلمه، فتعلم منه طريقة الغناء والمقامات والعزف على العود.
ولفوزي قصة طريفة مع الإذاعة، فهو يعد أول فنان يبدأ من بوابة التلفزيون إلى الإذاعة عام 1966، وليس العكس، لأنه رسب في اختبار الإذاعة، ثم كان انطلاقه من التلفزيون، لتعتذر له الإذاعة فيما بعد، ويسجَّل كمطرب وملحن من الدرجة الأولى.
شكل فوزي ثنائيات كثيرة، إحداها مع رفيقه الشاعر صالح جلال الذي كتب له أغاني عديدة مثل “متعدي وعابر سبيل”، “عتبي عليك”، “يا نائم الليل الطويل”، “حيارى”، “روح احمد الله”، “ماشي اسمه مضى”، “من سنين”، “يوم اللقاء”، “مشاوير الهوى”، “شوية حب”، “سبحانه”، “مجرور”، “يلي انت بكره مسافر”، “ابغى تذكار”، “يا متعدي”، ومع الشاعرة ثريا قابل التي كتبت له “ما عشقت غيرك، مهما عني تغيب، اهو يقول لك، حاول كده وجرب، ياللي تمكن هواك، ليش عني تغيب، مين طغاك”، وغيرها من الأغاني.
كان “محسون” فنانًا شاملا، يغني ويلحن ويكتب، والأهم أنه كان قارئ جيد، ومثقّف، وساعد على تجديد الأغنية السعودية من حيث الكلمات والألحان، وطوّر شكل الفولكلور بجانب حفاظه عليه، كما لحن لمطربين كثيرين، من عمالقة الأغنية السعودية، مثل محمد عبده، ابتسام لطفي، عبدالمجيد عبدالله، وبالطبع طلال مداح الذي كان بينهم صداقة كبيرة، وكونا ثنائيا مهما في تاريخ الأغنية السعودية.
قال “محسون” في آخر أيامه “أخاف أن ينساني الناس بعد موتي”، لكن تاريخه الموسيقي وأثره على الموسيقى السعودية لا يمكن أن ينسى، منذ رحيله عن عالمنا عام 1988 في مدينة جدة.
نشر في موقع دوت إمارات مارس 2017