شريف حسن
للإخوان من قبل الثورة، قبل الظهور الإعلامي، عندما كانوا يعملوا تحت اسم الجماعة المحظورة، كان للإخوان عالم موزاي تمامًا لحياتنا، عالم لا يجعلك أسير لهذا العالم، إلا إذا أعلنت تمردك حتى لو من باب جهلك، عالم فيه أفلام الكرتون، والألعاب الخاصة به، والرحلات، والأغاني “الأناشيد”، وتذكر كل ذلك كان قبل الثورة.
أناشيد لكل المناسبات، فلسطين، اليهود، الخلافة الإسلامية، والصحوة الإسلامية، وغيرها من أناشيد المناجاة والحب في الله، ولا تنسى بالطبع أناشيد الأفراح، وبالطبع بعض هذه الألحان مسروقة من أغاني مشهورة، وأناشيد كتبت على ألحان صراحة لعمل نموذج إخواني يتماشى مع المواصفات الخاصة لأناشيد الإخوان.
على سبيل التوضيح والمثال، لتسمع أغنية “لبيك إسلام البطولة“، وهي مسروقة من أغنية “لبيك يا علم العروبة” للمطرب اللبناني “محمد سليمان” وتم تغير بعض الكلمات لتعبر عن المفهوم الإخواني، وفي نفس ألبوم “لبيك”، نجد أغنية “يا مؤمنين بالسلام” واللحن المسروق من أغنية “قول يا ألم” لإيمان البحر درويش، وبالطبع الكثير والكثير.
في عام 2005، ظهر مطرب جديد على الساحة الفنية المصرية، وانتشرت أغنيته بشكل واسع جدًا في مصر، أصبحت من علامات النستولوجيا لهذا الوقت، جاء من المغرب إلى مصر لينطلق إلى الشهرة في مصر خاصة والوطن العربي عامة، هو حسن مغربي، المطرب والملحن والموزع القادم بالتحديد من “قبيلة أولاد حريز” بمدينة “برشيد” بوسط المغرب.
عرف حسن مغربي بألبوم “دفتر العشاق”، وخاصة أغنية “بدي أشوفك”، والتي انتشرت بعد تصوريها فيديو كليب، لم تكن ذلك الكليب أول تعارف للجمهور على مغربي، ولكنه ظهر قبل ذلك بعامين وبالتحديد في فيديو كليب “إقرار” لمحمد منير من ألبوم “أحمر شفايف”، لم يكن ظهور شرفيًا مع فرقة محمد منير، ولكنه كان أيضًا صاحب هذا اللحن الجميل، وشارك في ألبوم “الأرض والسلام” 2002، لمحمد منير أيضًا.
جلسات السمر مع الأصدقاء، لحظات الوقوع في فخ النستولوجيا، من بئر حميد الشاعري، لزمن الكليبات، نهاية بطفرة الــ 2000، نستولجيا بثقافات مختلفة، من هنا إلى هناك، من الشرق إلى الغرب، من الشارع المصري بكل وقاحته الجميلة، وتغير ألفاظ كلام الأغاني، إلى الإخوان وأناشيد الإخوان.
ذات مرة في أحد الجلسات، ومع أغنية “بدي أشوفك”، قام صديقنا بإجراء تعديل على كلمات، بكلمات متخلفة تمامًا، ولكنها متماشية مع اللحن، قذفنا إلى منطقة مختلفة تمامًا لم يلاحظ الأمر إلى بعض الأصدقاء، فالأمر يلزمه طفولة مختلفة، يلزمه عالم مختلف وموزاي، يلزمه أن تكون تربيت ونشأت بين أشبال الإخوان، أن تكون إذنك وذاكرتك قد استمعت للأناشيد وحفظت بعضها عن ظهر قلب، وربما يصعب عليك إخراجهم من الذاكرة.
“قلبي لك مملوء غرام يا حبيبي أنت والصحب الكرام يا طبيبي“
مقابل..
“بدي شوفك كل يوم يا حبيبي ولا تغيب عني ولا يوم يا حبيبي“
نشيد إخواني قديم، لا أملك أي معلومات عنه إلا إنه محفورًا في الذاكرة، وعلى موقع “اليوتيوب”، وقد غناه أكثر من منشد، ولكن النسخة الثابتة في الذاكرة كانت قبل أغنية مغربي، يسرق لحن نشيد؟ هل سرق مغربي اللحن؟، كانت الإجابة المقنعة وقتها إنه لحن من التراث..
على الأصل دور
محمد جمال، المطرب اللبناني صاحب الصوت الجميل والبسيط، رفيق وزوج المغنية طروب، هو صاحب هذه الأغنية الجميلة، وصاحب اللحن أيضًا، وكلمات رفيق دربه ميشال طعمة، قد غناها في السبعينات.
وهنا فقد اكتملت الرؤية والقصة؛ جاء حسن المغربي من المغرب ليعيد توزيع أغنية لبنانية قد أكل الدهر عليها وشرب، كي يبتسم محمد جمال في القبر، كي أعلم أنا وأصدقائي من أشبال الإخوان أن هذا النشيد لحنه مسروق، لكي يعيد الحق لصاحبه، يعيد حسن ما سرقه الإخوان.
نشر في موقع قل